حلّق وكن بألقٍ دائم


 بداياتٌ جديدة ، تتكئ حداثتها على أحادثٍ قديمةٍ حصلت لنا قبلها بيوم أو يومين أو ربما أشهرٌ وسنوات ، لا يهم ما مضى المهم ما نحن به الآن ، البدايات دائمًا مختلفة بداية السنة الجديدة ، أهدافها ، فِكرنا بها، وعقلنا كذلك، معلوماتنا المتجددة عن أي عِلم ، تاريخيّة ، اقتصادية ، أدبية ، بل وحتى عمَلية في نطاق العمل إثر ذلك نحن سنختلف الآن عما كنا عليه قبل دقيقة ، موقِفٌ أخذنا منه ردةَ فعل لا يمكن نسيانها ..فنضل نعيش في ذاتِ الموقف دون المقدرة على تخطيه ، شعورنا حياله حين اعترانا ، ما تصورناه وما تحقق ربما يكون على مافي قلوبنا وربما العكس ، أهدافنا تولد وتكبر في كل سنة ، تولد فكرة وتكبر  وربما تستمر في النمو إن نحن تعهدناها بالسقاية ، وربما تذبل وتموت إن نحن أهملناها وتجاهلناها فتحّل محلها فكرة وليدة ، تليدة ، ويبقى علينا أن نتعلم من خطئنا الأول في أن نجعلها تموت كما فنِيت أختها أو أن تحيا معنا ما حيينا ، نحن بيدنا القرار بعد توفيق الله وتيسيره ، نحن أصحاب الهمة العالية والطموح السامي ، نحن من نقرر بمحض إرادتنا أن نعيش في الماضي وننسى الحاضر ولا نأبه لمستقبلٍ مشرق أو أن نعيش في الحاضر دون الالتفات والسعي لمستقبل يدبُّ بالإنجازات؛ لكن الأفضل والأجمل أن نعيش اللحظة لا أن نعيش لها 

هذه بداية ، والبداية قرارك ، لا تتملّل ولا تعش في أحداثٍ رحلت فكلُّ حدثٍ له شعوره وفكره ووقته فأنت اليوم لست كأمْسِك ولن تكون غدًا كحاضرك فتابع الحياة واكسر شعور الملل من الرتابة وتجاهله؛ لأن العمل الرتيب هو من سيكون المساعد لك لمستقبل وهّاج كأشعة الشمس المتوهجة المتّقدة بصفرتها وحمرتها؛ لتجعلنا ندرك أن الأحمر ليس لونًا سيئًا؛ بل هو لون الحُب والأمل وهو البدايات لأيام بهيجة مليئة بالحُب بعد الكره وبالأمل بعد الألم وبالفرح بعد البكاء وبالشفاء بعد المرض وبالحياة الوهاجة بعد أن طوت بنا الحياة في سالف عصرها. 

دمتم بألق وبهجة وسرور….

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مصطلحاتُ العربية بشكل أجمل

قراءة في كتاب لا تكن حجر شطرنج للدكتور عبدالله العمادي

دورة النقد الأدبي