المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2024

قفا نبكي من ذكرى أديبٍ وأدبِ

 قرأت مقالة للأستاذ أحمد أمين يتحدث فيها عن ظاهرة ضعف اللغة والأدب ، أو التعمق بقراءة الأدب العربي والثقافة العربية  على حساب الغرب والعكس. فنجد من هو مُلم بآداب العربية بينما لا يعرف من يكونان "كانت" و "جوته" وقد نرى خلاف ذلك في شخص آخر،فنجده يتحدث عن الثقافة الغربية بكل ثقة بينما لا يعرف من هو الأخطل أو جرير أو الفرزدق! قرأت معنى مقاربًا لذلك في كتاب عميد الأدب العربي طه حسين "أدب ونقد" تحدث عن عزوف الشاب المصري تحديدًا  عن الأدب خاصة دون الالتفات لنوعه شرقي أم غربي كما فعل الأستاذ أحمد أمين. يحزنون على أدبهم الذي ضاع في العصر المتعارف بيننا "بأدب النهضة" ودارسو الآداب أو المطَّلعون عليه يعرفون تقسيمات العصور جيدا ويعلمون أن هذا العصر قامت فيه نهضة أدبية ضج العالم بذكرها وأُسر بمؤلفيها وقيمهم  الأدبية والنقدية تحديدا. مدارسهم التي أنتجت أفضل الرواد لذلك العصر كالعقاد والرافعي والمنفلوطي وغيرهم.  يبكون بدمع عصي؛ لأن شيمتهم الصبر وهم في أوج التطور والحضارة وفي مُستهل القوة الأدبية وينعون أدبهم ويتألمون عليه! فماذا نقول الآن؟! لنأتِ لقضية الثقافة ...

رحلةٌ مع البحث العلمي

  الأبحاث العلمية بالنسبة للأكاديميين كالدم في الوريد، هي حياتهم وهي ما يسيرون لأجله وهي من تضفي عليهم الفائدة وتزيد علمهم علما.  فمن دخل لهذا المجال لا يمكن أن يخرج منه؛ ليس لشيء عدا أنه أصبح جزءًا من هُويتهم وحياتهم . بعض الأشخاص ممن هو جديد على هذه الساحة قد يقع في فخ وهو أنه سينهي هذه المرتبة العلمية ويأخذها ويرتاح ؛ ولكنه لا يعلم أن نفسه الأبية تأبى إلا للطموح الأعلى فيقول :بحث الماجستير وسأرتاح، فلا يرضى إلا بالدكتوراه فيقول: الدكتوراه وأرتاح فتأتيه أبحاث الترقية للأستاذ المشارك ثم يقول هي وأرتاح فيتبقى عليه نيل درجة "أستاذ" فيشعر أنه قد أتم عمله ولكنه يكتشف أن عمرًا كثيرا منه مضى مع رحلة الأبحاث العلمية دون أن يشعر بجمال تلك المدة وإن كانت عصيبة في بعض الأوقات. فمتوسط من ينال الأستاذية يكون على مشارف الخمسين وبعضهم قبل ذلك وبعضهم بعد ذلك بكثير حسب مسيرته وخبرته وقراءاته وعلمه. ورغم أن حلمه الآن بين يده فقد أصبح أستاذًا دكتورًا؛ ولكنه اكتشف بعد ذلك أن رحلته ظاهريًّا انتهت مع الأستاذية ولكنه أصبح يقوم بالمزيد منها؛ لأنها أصبحت تجري في دمه.  وكيف لا تجري ليس بدمه فقط ...