مصطلحاتُ العربية بشكل أجمل

 تعلمنا اللغة العربية كل يوم شيئًا جديدا، عوالمها المختلفة بكافة المجالات، الأدب، النقد ،البلاغة، النحو،ورغم تعدد علوم العربية إلا أن ذلك أشهر ما يمت للعربية بصلة.

جمعت بين متضادين على التضمين وإن لم يكونا متضادين بالمعنى الحرفي، التعدد والعمق، فالشيء إن كان متعددا غالبًا سيكون متشتتا لا يمت للعمق بصلة.

بيد أن اللغة متعددة بألفاظها،رموزها،أساتذتها ،طلابها ولكنها تَمُتُّ للعمق بكل الصلات .

إن دراسة الفسيولوجية العربية لأَمرٌ مهم ليس لأحد بل للغة ذاتها، فموادها التعليمية كفيلة بأن تتجسد على هيئة أشخاص حكماء فكل واحدة منها تعطيك مالا يعطيك إياه أي شيء آخر.


فالنحو وإن كان ثقيل الظل للبعض؛إلا أنه ما يُعطي الكلمة رونقها ؛لأنه بمثابة التعريف عن ماهية وظيفة الكلمة؛حفظا لحقوقها وعملها! ماذا هل الكلمات لها حقوق؟ نعم فالوظائف النحوية يجب الإشادة بها كما هو حال أي شخص يمتلك وظيفة علمية معينة فالنحو هو بمثابة ذلك الملف الذي يعرِّف عن كل كلمة ويعطيها حقها بالتشكيل، الأداء، المهمة كما هو حال أي شيء .


أما البلاغة فهي الإيجاز والاختصار ويقابلها الإطناب والإسهاب؛إن احتاج الوضع لذلك، جميع القراء السطحيون يعرفون البلاغة بتعريفها الدارج دون الغوص في ماهية التعريف، فهي ليست الإيجاز فقط كما درسنا وإن كان الإيجاز أسلوبا من أساليبها إلا أنها لا تقتصر عليه وحده، فالبلاغة إطناب وإسهاب إذا كان الوضع يحتاج لذلك فهي تعتمد بالمقام الأول على مقتضى الحال أيًّا كان وعلى حال المُخاطَب وقبل ذلك على حسب ما تريد قوله وكيف تريد قوله وأين موضع قوله والبليغ المتمكن الذي يعطي للبلاغة خاصة والعربية عامة من عقله وتركيزه ، فإن أنالها ذلك أعطته العربية كل كنوزها، تخيلوا أن لغتنا كريمة فقط تريد منك الحُب والإصرار وهي تعطيك مهجتها وكل ما تملك! 


أما الأدب فعبارتي له دائمًا وما أدراك ما الأدب! ماذا تريدون أن أقول عنه؟ السفر والترحال عبر كل الفصول والأوقات؟ أم الراحة والطمأنينة؟البسمة والروح الآمنة؟الحُب؟الحبيب؟ ذلك لأنه ثروة معرفية وأدبية وتاريخية بوقت واحد!

فهو إعادة رسم للتاريخ بصورة مذهلة ؛لأنه يشكل تضاريسه بشكل لائق ويعطي للتاريخ أهمية على أهميته بعيدًا عن لغته الصامتة،فهو يضفي للتاريخ بعدًا جميلاً ويجعله يتحدث وكأن الشخصيات تتجسد أمامنا وكأننا عدنا إلى كل العصور من خلال كتب الأدب فقط،كالبيان والتبيين،الحيوان،البخلاء،أدب الكاتب،الأمالي،العمدة،وغيرها من الكتب الأدبية التي وصلت لنا بكل سهولة مع أن علماءها أنفقوا دم قلبهم حتى ينتجوا لنا هذا الكم المهول من العلم والأدب!

وأما النقد فدائمًا ما نظلمه وهو بنظري أكثر ما ظُلم في العربية،لأننا دائمًا ما نعيب كل أحد بكلمة سوف أنتقده! لماذا هذا المفهوم عن النقد؟ لماذا هو انتقاد بالسيء ؛بيد أن العربية أعمق كما قلت لكم؟ النقد أيها القراء المبدعون هو انتقاد لذات الكلمة بغض النظر عن صاحبها،وحين أقول انتقد ينتقد انتقادًا فأنا أقصد أن الإيجابيات قبل السلبيات قد ذُكرت،فهو تعريف عن جمال الشخص أو الأسلوب أو الشعر أو النثر وليس القدح فيه والتهكم عليه فقط كما يظن البعض،فهو إظهار لجماليات الشيء قبل سيئاته وذكر السيئات بأسلوب نقدي رصين يبين لغتك وثقافتك وعلمك وبراعتك لتذوق النص في اللغة ويظهر ذوقك في نقد من أمامك على الصعيد العامي،فالنقد يتعدى الحدود إلى ما ليس له حدود وينتج ثقافات مختلفة وآداب كثيرة لا يمكن لنا التعبير عنها.

العربية جميلة،لغة قوية تتجاوز حدود الكلمة إلى أبعاد أبعد وثقافات أعلى من أي شيء يمكننا وصفه،العربية ليست لغة بل هُوية،وطن،قلب،روح،وأم لكل اللغات السائدة،العربية كنز وجمال لا يمكن لأحد فَهمها إن لم يعطها القليل فقط،فهي لا تطلب أكثر من القليل،جرب وسترى أعطها القليل تعطيك الكثير فهي كالأم لا تطلب سوى التقدير وهي عليها تربيتك وتعليمك وإعطائك مُهجتها لو أردت بل ولن تبخل عليك بكنوزها إن رأت التقدير والحب منك لها فكيف تريد من أي شيء أن يعطيك حنانا وحبا واهتماما وأنت لم تعطه الشيء اليسير؟ ذلك طعن بحقه قبل كل شيء،العربية شيء عظيم وهي في المقام الأول لُغة القرآن الكريم . 

جربوا إعطاءها فرصة واحدة وسترون جمالها الخلاق ،لا تبخلوا عليها بهذه الفرصة وأعدكم بحكم صلتي الوثيقة بها ومعرفتي لكرمها أنها ستعطيكم فرصًا لا حدود لها .

آمل  أنني أعدت إليكم ترتيب مصطلحات العربية بشكل أجمل ❤️.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة في كتاب لا تكن حجر شطرنج للدكتور عبدالله العمادي

دورة النقد الأدبي