قراءة في كتاب لا تكن حجر شطرنج للدكتور عبدالله العمادي
لا تكن حجر شطرنج ، كتاب للدكتور عبدالله العمادي ، تحدث فيه عن مواضيع مختلفة وكأنه أشبه برحلة عالمية استكشافية حول مكنونات وخبايا النفس .
لنبدأ بسيميائية الغلاف؛ إذ أنني أحب سيميائية الغلاف؛ لأهميته ،لأنها مدخل لفهم النص المقروء فالغلاف ومحتوياته قد يكونان وجهان لعملة واحدة .
وُضِع الغلاف باللونين الأسود والذهبي ، الأسود عتمة النفس ورتابتها التي تشكل جزءًا من تمثيله لحجر الشطرنج والذهبي يدل على الجهة الأخرى التي تأخذنا إلى فهم الذوات وكأنها بمثابة الشمس الذهبية التي نرى من خلالها النور والطريق الصحيح .
أما عن اختيار الحجر تحديدا، فذلك لما في حجر الشطرنج من تحكم يتم بواسطة لاعبه، فالشخص إن ظل حجرًا للمتغيرات لن يسلم من ذبذبة التغييرات التي لا يمكن بواسطتها الذهاب إلى ضفة النهر المقابلة التي تعبر عن السمو والحرية والتعبير وغيرها من الأشياء .
أما عن الكتاب ، فقد استخدم الكاتب أسلوب الحوار الجميل مع القارئ ووظف نظرية التلقي في فتح فهم آفاق النص من قبل متلقيه ،إذ أن الكتاب بمثابة الكلمات الحكيمة المرشدة التي توجه وتخاطب ، فكثيرنا يعلم الأخلاق الحميدة ويعلم الطريق القويم ، بيد أن النفس البشرية تحتاج إلى مرشد وإن وعت كل شيء ، تحتاج إلى حروف تذكرها بجمالها وتحتاج إلى الوعظ والإرشاد لتستعيد قواها وتتفكر فيما يجب عليها فعله وهذا الكتاب كان بمثابة تلك الأمور .
الكتاب بمثابة التفاحة؛ إذ أن التفاحة رمزية للشيء السريع السهل، ففي عدة جلسات لطيفة تستطيع إنهاءه فالأسلوب والكلمات عميقة في مضمونها سهلة في فهمها وهذا يساعد على سرعة إنجاز قراءته مع تدبر مضموناته التي تذكرنا بأنفسنا وما يفترض أن نكون عليه .
تحدث الكتاب عن مواضيع عديدة ، بدءًا بتذكيرنا على حمد نعم الله ، ثم إحسان الظن به ، تحدث عن الكفاءة والرزق ، القيادة وكيف تكون قائدًا جيدا ، تحدث عن تآلف الروح تحدث عن صراع الخير مع الشر باختصار عبر سلسلة مترابطة ولكنها مختلفة المواضيع ، فقد بدأ بموضوع ومنه الى آخر ليكون الأول متصلا بالثاني والثاني بالثالث ولكنها سلسلة قد لا تتشابه شكلاً لكنها لا تختلف ضمنا بل هي لب بعضها .
مما ذكر في الكتاب عبارات جميلة أذكر شيئا منها :" ما هذه الحياة التي يصل أحدنا إلى أن يقطع أهله ويؤذي جاره ، ويتلذذ بالحرام ويشمت الأعداء ويعق والديه وغير ذلك من مشاهد حياتية يومية عديدة نمارسها ولا نسمع عنها ولا نتأثر بها كثيرًا "
"الإمكانات التي وهها الخالق عز وجل هائلة ، ولو أنه استثمرها على الوجه الصحيح والأمثل لكانت نتائج ذاك الاستثمار إيجابية محمودة والعكس صحيح لا ريب "
مواضيع الكتاب عديدة وتجول بك في عالم جميل لتفهم الأخلاق الحميدة والصفات الجيدة للنفس البشرية .
وأخيرا وليس آخرًا أوصيكم بقراءة الكتاب والاستفادة منه في ظل قراءاتكم المتعمقة التي تحتاجون أن تتخللها كتب بمثابة الراحة لكم واعتبروا هذا الكتاب هو الهدوء من مشاغل الحياة التي لا تنتهي .
آمل أني قد وُفقت في تقديم القراءة بشكل يسير والله ولي التوفيق .
سما الكودري

تعليقات
إرسال تعليق
عقلك وفكرك يهمني؛ فشاركني جزءًا منه