المشاركات

قراءة في كتاب لا تكن حجر شطرنج للدكتور عبدالله العمادي

صورة
لا تكن حجر شطرنج ،  كتاب للدكتور عبدالله العمادي ، تحدث فيه عن مواضيع مختلفة وكأنه أشبه برحلة عالمية استكشافية حول مكنونات وخبايا النفس .  لنبدأ بسيميائية الغلاف؛ إذ أنني أحب سيميائية الغلاف؛ لأهميته ،لأنها مدخل لفهم النص المقروء فالغلاف ومحتوياته قد يكونان وجهان لعملة واحدة .  وُضِع الغلاف باللونين الأسود والذهبي ، الأسود عتمة النفس ورتابتها التي تشكل جزءًا من تمثيله لحجر الشطرنج والذهبي يدل على الجهة الأخرى التي تأخذنا إلى فهم الذوات وكأنها بمثابة الشمس الذهبية التي نرى من خلالها النور والطريق الصحيح .  أما عن اختيار الحجر تحديدا، فذلك لما في حجر الشطرنج من تحكم يتم بواسطة لاعبه، فالشخص إن ظل حجرًا للمتغيرات لن يسلم من ذبذبة التغييرات التي لا يمكن بواسطتها الذهاب إلى ضفة النهر المقابلة التي تعبر عن السمو والحرية والتعبير وغيرها من الأشياء .  أما عن الكتاب ، فقد استخدم الكاتب أسلوب الحوار الجميل مع القارئ ووظف نظرية التلقي في فتح فهم آفاق النص من قبل متلقيه ،إذ أن الكتاب بمثابة الكلمات الحكيمة المرشدة التي توجه وتخاطب ، فكثيرنا يعلم الأخلاق الحميدة ويعلم الطريق...

مصطلحاتُ العربية بشكل أجمل

  تعلمنا اللغة العربية كل يوم شيئًا جديدا، عوالمها المختلفة بكافة المجالات، الأدب، النقد ،البلاغة، النحو،ورغم تعدد علوم العربية إلا أن ذلك أشهر ما يمت للعربية بصلة. جمعت بين متضادين على التضمين وإن لم يكونا متضادين بالمعنى الحرفي، التعدد والعمق، فالشيء إن كان متعددا غالبًا سيكون متشتتا لا يمت للعمق بصلة. بيد أن اللغة متعددة بألفاظها،رموزها،أساتذتها ،طلابها ولكنها تَمُتُّ للعمق بكل الصلات . إن دراسة الفسيولوجية العربية لأَمرٌ مهم ليس لأحد بل للغة ذاتها، فموادها التعليمية كفيلة بأن تتجسد على هيئة أشخاص حكماء فكل واحدة منها تعطيك مالا يعطيك إياه أي شيء آخر. فالنحو وإن كان ثقيل الظل للبعض؛إلا أنه ما يُعطي الكلمة رونقها ؛لأنه بمثابة التعريف عن ماهية وظيفة الكلمة؛حفظا لحقوقها وعملها! ماذا هل الكلمات لها حقوق؟ نعم فالوظائف النحوية يجب الإشادة بها كما هو حال أي شخص يمتلك وظيفة علمية معينة فالنحو هو بمثابة ذلك الملف الذي يعرِّف عن كل كلمة ويعطيها حقها بالتشكيل، الأداء، المهمة كما هو حال أي شيء . أما البلاغة فهي الإيجاز والاختصار ويقابلها الإطناب والإسهاب؛إن احتاج الوضع لذلك، جميع القرا...

حاضرٌ مظلوم

  لماذا لا نتأمل  لحظات الانتظار ولا نعيرها اهتماما رغم أن حياتنا في معظمها محطات انتظار ؟!.. ينتظر الصغير أن يكبر فلا يستشعر طفولته اللذيذة البريئة الخالية من كل شيءٍ عدا راحة باله . ننتظر بعدها أن ننهي مرحلة المراهقة لننضج ،ولا ندرك عِظَم وجمال هذه المرحلة لأنها مرحلة لن يعبأ لك أحد فيها ولن يعاتبوك بتصرفاتك الطائشة نوعا ما لأنك مراهق  كما قالوا.  حين ننضج  وندخل إلى الجامعة بأُولى الخطوات ،ننتظر التخرج ولا نعي جمال المرحلة؛ لأنها تصقل شخصياتنا عبر أساتذة نتأثر بهم فنرى أنفسنا فيهم بعد أن نكبر ، أصدقاؤنا الذين تعرفنا عليهم وربما لا ندرك أنهم أصدقاء عمرنا التائهين والحمدلله وجدناهم في الجامعة ، لحظات الاستذكار المتعبة لا نشعر بجمالها رغم أنها خطوات توصلنا إلى ما نحلم فيه ، احتساء القهوة بين استراحات المحاضرات التي تعطي للقهوة معنى آخر رغم أنها قهوة لم تتغير بالمسمى ولا الطعم ولكن طعمها كان مختلفا برفقة رفقاءِ الجامعة  لحظات التوتر والقلق التي تعلو بنا نحو الألق والفكر والتحضر ،هذه هي المرحلة الجامعية باختصار.   نتخرج فنتوظف بوظائف ربما لا تعطينا ح...

دورة النقد الأدبي

صورة
  اكتشفت أن الجمال ليس في الوصول إلى المحطة بل في مراحل هذا الوصول وكما قيل أجمل الأحلام حلم ما تحقق؛ لجمال السعي أكثر من تحصيل النتيجة ، سأشتاق إلى هذا المكان كثيرا ، زملائي الذين لطالما بقينا نتناقش في كل شيء يخص الثقافة والعلم ،أخذتنا العِبارَاتُ في البداية والعَبرات في النهاية. سأفتقد المكان وجمال العلم الذي اكتسبته منه ، الكراسي الشاهِدة على عِلمنا وتحليلنا للنصوص النقدية ،الطاولات المليئة بالأقلام والكتب ،السبورة الجامِعة لعِلمنا وتهافت أصواتنا للإجابة ، الشهادة في الأخير التي لم أدخل لأجلها بل لأجل المعرفة التي أتوق إلى تحصيلها دائما ، لقد أعطانا الدكتور عادل المحاضرات بكل صدر مستعد للإجابة على كل سؤال ،قلمه رشيقا وعلمه غزيرا واجتماعهما جعل من محاضرته ممتعة تضج بتساؤلاتٍ تحيلنا إلى أكثر منها وأعمق ،لم يقتصر على تعليمنا النقد بل كان كريم العلم فخَرجنا   بفَهم عميق للنقد في كل مجالاته السياسية والاقتصادية والتاريخية كذلك ، المعارك الوديّة النقدية والفكرية التي خضناها معه وعمّقت مفهومنا أكثر فأكثر ، نقاشٌ من هنا ، فكر مغاير من هناك ، تهافت الأصوات والآراء والأفكار التي تد...

حلّق وكن بألقٍ دائم

صورة
  بداياتٌ جديدة ، تتكئ حداثتها على أحادثٍ قديمةٍ حصلت لنا قبلها بيوم أو يومين أو ربما أشهرٌ وسنوات ، لا يهم ما مضى المهم ما نحن به الآن ، البدايات دائمًا مختلفة بداية السنة الجديدة ، أهدافها ، فِكرنا بها، وعقلنا كذلك، معلوماتنا المتجددة عن أي عِلم ، تاريخيّة ، اقتصادية ، أدبية ، بل وحتى عمَلية في نطاق العمل إثر ذلك نحن سنختلف الآن عما كنا عليه قبل دقيقة ، موقِفٌ أخذنا منه ردةَ فعل لا يمكن نسيانها ..فنضل نعيش في ذاتِ الموقف دون المقدرة على تخطيه ، شعورنا حياله حين اعترانا ، ما تصورناه وما تحقق ربما يكون على مافي قلوبنا وربما العكس ، أهدافنا تولد وتكبر في كل سنة ، تولد فكرة وتكبر  وربما تستمر في النمو إن نحن تعهدناها بالسقاية ، وربما تذبل وتموت إن نحن أهملناها وتجاهلناها فتحّل محلها فكرة وليدة ، تليدة ، ويبقى علينا أن نتعلم من خطئنا الأول في أن نجعلها تموت كما فنِيت أختها أو أن تحيا معنا ما حيينا ، نحن بيدنا القرار بعد توفيق الله وتيسيره ، نحن أصحاب الهمة العالية والطموح السامي ، نحن من نقرر بمحض إرادتنا أن نعيش في الماضي وننسى الحاضر ولا نأبه لمستقبلٍ مشرق أو أن نعيش في الحاض...

فلسفة الأسرار

السر يا عزيزي القارئ هو الهُوية العظيمة للأمانة التي فرضها الله عز وجل علينا حين قال:  ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )  لم تستطع السماوات والأرض والجبال تحمل الأمانة ولا ثقلها على الكاهن وحملها الإنسان ، فكان ظلومًا جهولا! يالله سبحانك يارب ، يالَ هذه الآيةِ التي تخبرنا مضمون مضامين الأمانة التي لم تُفهم حتى الآن! لنتعمق أكثر فيها ، حين تؤتمن أنت على شيءٍ معين فذلك يوجب عليك حمله واستحمال ثِقل المسؤولية إثر ذلك ، ومما يوجب علينا استشعار الأمانات أنني سمعت يومًا من أحدِ الذين أحسبهم ممن أوتى الحكمة ومن أوتى الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا أن الأمانة مهمة لدرجةٍ ترغمك أن تحفظها فقال: الأمانة عظيمة ، لدرجة أنك حين تكون مع أحد الإخوة فيأتي ليخبرك بحديثٍ لم يأتمنك عليه بلسانه ولكن التفاته يمنةً ويُسرة جعلك تدرك أنه لا يريد من أحدٍ أن يعلم عما يود إخبارك به فهُنا دخَل كل ما قيل لك تحت الأمانة وحينئذٍ توجَّب عليك حفظ ما سمعت وإن كان ...

الإجازةُ والوقت

صورة
  أقبلت الإجازةُ بعد عامٍ طويل جنينا فيه حصاد تعبنا وذُقنا به لذةَ الإنجازِ بعد العمل والنجاح.. انتهت سنةٌ بحلوها ومُرها..نجاحاتها وإخفاقاتها..تعثراتها إلى أسفلِ القمة وصعودها إلى أعلى من القمة..لذةُ التعب والإنجاز هي ما تبقت لنا وأقبلت تمطر علينا من جمالها وحلاوتها وأطيافها… تمر على أذهاننا الآن تلك الذكريات التي تأبى إلا أن تضل خالدةٌ في نفوسنا..بجمالها وألمها..ذكرياتنا مع أساتذتنا الغالين وأصدقاؤنا المقربون ..هتفات صوتِ الأحبة لنا حين ركودِ موجِ عزيمتنا المتلاطم الفيّاض.. ودمعتنا على هيئة فرح أو ترح..  وماجنيناه بقلبٍ صامدٍ أمام كلِّ عقبة وبفرحةٍ ملؤها الرفق أمام كلِّ حلاوةِ نجاح. انقضى الوقت والمؤقت ولم يتبقَّ إلا ما صنعناه فيه .. هذه الفترة التي نحن بها الآن تُسمى في كتُب المثقفين (فترة انشغال الجميع) ؛فلم يعد هناك متسعٌ من الوقت لأي فرد، فكلٌّ منشغل بما يعمل فيه سواءً كان ذلك مفيدًا أم غيرُ مفيد  حتى الطفل وجد ما يشغله ولم يعد يجد الوقت الكافي للبقاءِ برهةً مع والديه! الجميعُ منشغلٌ بلا استثناء ..صغيرًا كان أم كبيرًا وذلك بالتأكيد مما أحبذه؛ لأن الفراغ قاتل للوقت وم...