فلسفة الأسرار
السر يا عزيزي القارئ هو الهُوية العظيمة للأمانة التي فرضها الله عز وجل علينا حين قال: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) لم تستطع السماوات والأرض والجبال تحمل الأمانة ولا ثقلها على الكاهن وحملها الإنسان ، فكان ظلومًا جهولا! يالله سبحانك يارب ، يالَ هذه الآيةِ التي تخبرنا مضمون مضامين الأمانة التي لم تُفهم حتى الآن! لنتعمق أكثر فيها ، حين تؤتمن أنت على شيءٍ معين فذلك يوجب عليك حمله واستحمال ثِقل المسؤولية إثر ذلك ، ومما يوجب علينا استشعار الأمانات أنني سمعت يومًا من أحدِ الذين أحسبهم ممن أوتى الحكمة ومن أوتى الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا أن الأمانة مهمة لدرجةٍ ترغمك أن تحفظها فقال: الأمانة عظيمة ، لدرجة أنك حين تكون مع أحد الإخوة فيأتي ليخبرك بحديثٍ لم يأتمنك عليه بلسانه ولكن التفاته يمنةً ويُسرة جعلك تدرك أنه لا يريد من أحدٍ أن يعلم عما يود إخبارك به فهُنا دخَل كل ما قيل لك تحت الأمانة وحينئذٍ توجَّب عليك حفظ ما سمعت وإن كان ...